الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

تحالف المصالح


تحالف المصالح والمطامح والأوهام أحيانا ما ينتاب الواحد منا لحظات يحب أن يعيش فيها وهما ويحاول أن يبعد عن رأسه أي فكرة توحي إليه بأن ما يعيشه ليس إلا وهما أحبه، ويظل علي هذا الحال فترات طويلة. يعيش الوهم. حتي تأتي لحظات فارقة تتطلب منه حسما فإذا بالحقيقة تتبدي أمامه واضحة كقرص الشمس وحينها فقط يدرك أنه لم يكن سوي ظمآن جري وراء السراب لعله يكون ماء وهو - في قرارة نفسه - يعلم أنه ليس سوي سراب.

ويحدث هذا كثيرا في العلاقات الاجتماعية التي نكونها. فمثلا قد نكون واثقين تماما من أن البعض يتقرب إلينا لمجرد مصلحة له عندنا وبمجرد انقضائها تنتهي العلاقة إلا أننا نؤمل فيها الكثير ونعول عليها أكثر بل ونبني من أجلها قصورا في الهواء. مثل هذه العلاقة المثلثة تقوم علي تحالف ثلاثة أمور: المصالح المشتركة، المطامح التي نرجوها، والأوهام التي نحب أن نعيش فيها لنجمل من نفاق الواقع.
وأقصد بنفاق الواقع تلك الطريقة في التعامل التي يجتهد فيها كل طرف ليخفي بقدر الإمكان مصالحه الخاصة من وراء علاقته بالطرف الآخر. ويظل يخفي ذلك. وبمرور الوقت يكون كمن كذب كذبة ثم صدقها وعاش فيها حينا من الدهر.